تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون 131}

صفحة 427 - الجزء 1

  يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين}⁣[الأحقاف: ٢٩]، فكان رجوعهم إلى قومهم، وإنذارهم لهم - إقامة حجة عليهم، ومحمد صلى الله عليه وآله فكان الحجة على الثقلين؛ وقد تقدم تفسير ذلك، وفي هذه الآية لك شفاء وكفاية، والقرآن فيفسر بعضه بعضا، ويشهد بعضه لبعض، هدى للناس، ومذهبا للشك والالتباس.

  · قوله تعالى: {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ١٣١}⁣[الأنعام: ١٣١]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون

  قال محمد بن يحيى ¥: كذلك الله ø لم يظلم خلقه، ولم يتعد على أحد من بريته، ولم يكن ليهلك القرى بظلم؛ لأنه تبارك وتعالى عدل في حكمه، رؤوف بعباده؛ فأخبر سبحانه: أنه لا يهلكهم وهم غافلون؛ لأن الإهلاك لهم على غفلة من غير دعوة ظلم، والله ø بريء من ذلك، متعال عنه، لا يعذب إلا من بعد الإعذار والإنذار؛ فإذا أرسل الله سبحانه إلى أهل القرى المرسلين، فدعوهم إلى الطاعة، وأمروهم بأمره، ونهوهم عن نهيه، وأقاموا عليهم الحجة، وأوقفوهم على المحجة - زاح عنهم بذلك الجهل والعمى، وتمت عليهم من الله سبحانه النعماء، وعرفوا ما أنكروا، وأوقفوا على ما إليه دعوا، وبه أمروا، وإن أبوا واستعصموا، وصدوا عن الحق وأدبروا - قامت الحجة عليهم، ولم يكونوا حينئذ بغافلين عما دعوا إليه؛ إذ قد أوقفوا عليه، فحق عليهم العذاب عند قيام الحجة، كما قال سبحانه: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}⁣[الإسراء: ١٥]، يقول: ما كان ø ليأخذ قوما على ظلم