قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون 65}
  يعلمون: الأغلاق لا يفتحها إلا المفاتيح، فلما أن كان الغيب منغلقا عن الخلق، والله سبحانه هو العالم - قال: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو}؛ إذ هو العالم بالمحجوبات، المطلع على السرائر المستورات، ثم قال: {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}، يريد ø: أنه العالم به المطلع عليه، فإنما أخبر سبحانه بعلمه، وإحاطته بجميع الأشياء، فقال: {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها} عند سقوطها، ولا تغبى عنه عند انحتاتها، فكذلك الحبة في ظلمات الأرض فهو: مطلع على مكانها، عالم بقرارها، {ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}، والكتاب فهو: العلم؛ فسبحان من لا يستتر عنه علم محجوب، ولا يسقط عليه دقيق من الأمور، ولا جليل في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم.
  · قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ٦٥}[الأنعام: ٦٥]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض}؟
  قال محمد بن يحيى #: معنى {هو القادر} فهو: الله سبحانه القادر على خلقه، الذي لا يعجزه ما طلب، ولا ينجوا منه من هرب، ثم قال سبحانه {على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم} فأخبرهم سبحانه: أنه إن شاء أنزل عليهم عذابا من فوقهم، وهو مثل ما يكون من القذف بالحجارة والصواعق، وما نزل الله ø من النقم بأعدائه، المعرضين عن طاعته، {أو