تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}

صفحة 138 - الجزء 1

  فالقول في ذلك عندي: أنه إذا نسي الشهادة، ولم يدر ما كان شهد عليه - أن الوقوف عما ألتبس أفضل وأصلح، إلا أن يكون معه شهود عدول، قد شهدوا على الشهادة التي شهد عليها، فيذكرونه ويوقفونه على الأمر حتى يفهمه، فإذا كان ذلك جاز له أن يشهد.

  وقوله تعالى: {فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل}، وهذا في الرجل إذا كان مريضا وجب على وليه أن يسأله عما عليه، ويكتبه؛ وقد يدخل في قوله: {لا يستطيع أن يمل هو}: أن يكون ضعيف الفهم، يغلب عليه العي والعجز؛ فيكون وليه يقوم لفظه، ويثبت ما ألقى إليه من كلامه.

  وقد قيل: إن معنى: {فليملل وليه} أي: ولي الحق والمطالب به يملي حقه، ويذكر ما له على غريمه، وذلك وجه حسن جائز.

  وقد ذكر أن الناس على عهد الرسول ÷، كان الكاتب فيهم قليل؛ فنهاهم الله أن يتضاروا؛ فكل هذه معاني مؤتلفة، يشهد بعضها لبعض، حسنة ليس فيها عن الحق مخرج، ولا عن الصواب معزل.

  · قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}⁣[البقرة: ٢٨٦]

  قال في كتاب الأحكام:

  وقال تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} يريد تبارك وتعالى بقوله {وسعها}: طاقتها، وما تستطيعه من أمورها.