قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم 54}
  من الوجهين، مما أفاء الله تعالى عليهم من أموال الكافرين وسباياهم، وما كان يدخر عليهم على إمضاء ذلك، وإنفاذه من الثواب؛ فأصبحوا نادمين في الآخرة إن استشهدوا، أو في الدنيا إن وقع الفتح، وزال ما كان في قلوبهم من الخيفة والشك، وليس بين الموالاة والمباراة واسطة، وقد أمر الله تعالى بالغلظة على الكفرة، وقال تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} ... الآية [المجادلة: ٢٢]، وقال تعالى: {سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا}[الأحزاب: ٦٢]، {ولن تجد لسنة الله تحويلا}[فاطر: ٤٣]، وسنته في الكافرين: القتل، والسبي، والسلب؛ والخطر العظيم في الوجهين جميعا في: تحريم الحلال، كما هو في تحليل الحرام؛ ولهذا قال من آبائنا $ من قال: «لم أر إلا الخروج، أو الكفر بما جاء به محمد ÷»؛ فرأى ترك الفعل كفرا، كما أن فعل العظيمة كفر؛ فنسأل الله الثبات في الأمر، والتوفيق لما يحب ويرضى.
  · قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٥٤}[المائدة: ٥٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  قال محمد بن يحيى #: أراد ø: أنه من رجع من المؤمنين عما عاهد الله عليه، وعقده في رقبته - فإن ذلك عليه وبال، وله مهلك، ولن يضر الله سبحانه بشيء من فعله، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، ثم قال سبحانه: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}، وإتيانه بهم فهو: إيجاده نبيه صلى الله عليه وآله من خلقه قوما راغبين، وإلى الله سبحانه من ذنوبهم متنصلين، ولدعوة