قوله تعالى: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله}
  والصبر»؛ بل هما سواء؛ لأن علم الله تعالى بالجهاد هاهنا عبارة عن: حدوث الجهاد، وعلم الله بالصبر عبارة عن: حدوث الصبر نفسه؛ فعنى حصول علمه بهما هو حصولهما؛ لأنهما لا يحصلان إذا حصلا إلا بعلم الله؛ فسواء قولك: «يكون كذا إن علم الله منك الجهاد والصبر»، وقولك: «إن جاهدت وصبرت».
  · قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ١٤٣}[آل عمران: ١٤٣]
  قال في مجموع المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون}؟
  قال محمد بن يحيى #: هذه نزلت في يوم أحد، فيما امتحن به المؤمنون، ونالهم به المشركون، ومعنى قوله سبحانه: {فقد رأيتموه وأنتم تنظرون}، يقول: عاينتم من الشدة والهول، وحصول ما يقع به القتل والموت، وأنتم تنظرون؛ والعرب تسمي كل شيء أفظعها وهالها، وأيقنت فيه: بالهلكة والموت، تقول إذا وقعت في خطر أو أمر شديد: «رأينا الموت عيانا، ووقعنا في الموت»، وهذا جائز في لغتهم، حسن من كلامهم؛ وإنما خاطبهم الله بما يعرفون، وناجاهم بما لا ينكرون.
  · قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه}[آل عمران: ١٤٥]
  قال في مجموع المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا}؟