قوله تعالى: {ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير 20}
  · قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ٢٠}[لقمان: ٢٠]
  قال في الكتاب المذكور، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة}، إلى قوله: {ولا كتاب منير ٢٠}؟
  فقال: معنى: {سخر لكم} فهو: جعل وقدر لكم ما في السماء من المنافع، من الأمطار والشمس والقمر والنجوم في دورانها مرة، وغروبها مرة، وطلوعها أخرى، وما في الأرض مما سخره وقدره وجعله، من معايشها ومنافعها، وما جعل الله سبحانه من الخيرات لبني آدم؛ فهذا معنى: {سخر لكم}. ومعنى: {أسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} فهو: أكثر لكم من نعمه وعطائه ومننه ظاهرة؛ والظاهرة في ذلك: ما ظهر وعلم، وأبصر بالعين وفهم، والباطنة فهو: ما لا يرى بالعين، ولا يعرف سببه، مما يوليه الله عباده، لا يوقف عليه بحاسة، ولا يعلم إلا بالمعرفة بالله والإيقان، من دفع نوازل الشرور عن العباد، في آناء الليل والنهار، وما يصرف عنهم من البلوى، ويقيهم من آفات الدنيا، وهم لا يعقلون ذلك ولا يفهمونه.