قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير 72 والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير 73 والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم 74}
  فدفعها رسول الله صلى الله عليه وآله عنهم، فعاب الله عليه ما فعل من دفع وفاتهم، وتأخير ما كان الله قد جاء به من حضور آجالهم؟ أم يقولون: إن آجالهم لم تأت ولم تحضر، وقد بقي لهم من الحياة زمان وأعصر، وإنه قد كانت لهم مدة باقية، وأرزاق دارة غير فانية؛ فلم يستطع رسول الله صلى الله عليه وآله: أن يقطع مالم يقدر على قطعه من آجالهم، وأن يبيد ما قد بقي من أعمارهم، فلامه الله إذ لم يفعل مالم يستطع، ويبيد ويقطع من ذلك ما لم ينقطع؟ فلا بد أن يقولوا بأحد هذين المعنيين، وأن يتقلدوا وينتحلوا أحد هذين القولين، فيكونوا بانتحال أحدهما كافرين، وفي دين الله سبحانه فاجرين، أو يقولوا على الله ورسوله بالحق، فيقروا أن رسول الله صلى الله عليه وآله ومن كان معه من الخلق كانوا يقدرون على قتلهم، والإثخان لهم، وترك أسرهم، فلامهم الله في ذلك إذ هفوا، وولهوا فلم يفعلوا.
  · قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٧٢ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ٧٣ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ٧٤}[الأنفال: ٧٢، ٧٣ - ٧٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #: