قوله تعالى: {ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة}
  قال محمد بن يحيى ¥: الذين آمنوا هم: الذين آمنوا بالله وصدقوا رسله، والإيمان يخرج على وجهين في اللغة:
  فوجه هو: الإقرار بالله والإيمان به.
  ووجه آخر: وهو التصديق بالخبر، من ذلك قول إخوة يوسف: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين}، يقولون: ما أنت بمصدق لنا. والمؤمن: الذي أمن نفسه من عذاب الله سبحانه، بما كان من طاعته له. والذين هادوا فهم: اليهود، وهو اسم لهم؛ ألا تسمع كيف يخبر الله ø عن قولهم: {إنا هدنا إليك}. والنصارى فهم: النصارى الذين تعرف، وإنما سموا النصارى؛ لأنهم ادعوا النصرة، فسموا النصارى. والصابئين فهم: فرقة أخرى من النصارى، يدعون بالصابئين، وإنما اشتق اسم الصابئ من الصبو، يقال: صبا فلان، وفي ذلك ما يقول الشاعر:
  صبوت إلى اللهو بعد المشيب ... وقد كنت للهو قدما تروكا
  · قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّة}[البقرة: ٦٣]
  في مجموع المرتضى بن الهادي # ما لفظه:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة}، فقلت: ما معنى رفع الطور؟ ولأي علة رفعه الله ø؟
  قال محمد بن يحيى #: الطور فهو: الجبل المعروف، وذلك: أن بني إسرائيل لما عتوا عن أمر الله سبحانه، وخالفوا نبيه #، وأبانوا الكفر، وقلة الشكر - نتق الله الطور، فرفعه فوقهم، والنتق فهو: القلع له من موضعه، فرأوا أمرا عظيما جليلا، هالهم وأرعب قلوبهم، وأكل ألسنتهم، لما رأوا من إظلال الجبل لهم؛ فأيقنوا بالهلكة، واستسيقظوا من الغفلة، فلما أن قبلوا من موسى # ما