قوله تعالى: {والصاحب بالجنب}
  ماتت الأم فأعظم في باب اليتم؛ قوموا بحقهم، وأحسنوا مواساتهم، {والمساكين} هم: الطوافون للقمة والكف؛ أوصى الله سبحانه بهم.
  قوله: {والجار ذي القربى}، معناه: قريب الدار والنسب، وقوله تعالى: {والجار الجنب}، يريد: قريب الدار، بعيد النسب؛ وقد حد الجوار: بأربعين دارا من الجهات، والأولى: أن لا يحدد إلا بما يجري به العرف في المعاشرة.
  · قوله تعالى: {والصاحب بالجنب}، معناه: من يصطحبك في السفر فإن له حرمة، ولهذا يجب عليك شرعا القيام بحاله، وحفظ ماله إن جرى عليه تلف.
  · قوله تعالى: {وابن السبيل}، وهو: المسافر يلزم القيام بحقه؛ لبعده عن أهله ورحله، ومساس الحاجة؛ والإسلام رحمة وصل الله سبحانه بها ما قطعت جفوة الكفر، وغلظة الشرك، وجعل الله تعالى قواعده: مكارم الأخلاق؛ فله الحمد كثيرا.
  · قوله تعالى: {وما ملكت أيمانكم}، معناه: وأوصاكم بما ملكت أيمانكم، والإحسان إليهم، والرفق بهم، وأن لا تكلفهم ما لا يطيقون، وأن لا تمنعهم من عبادة الله سبحانه.
  · قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْض وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}[النساء: ٤٢]
  قال في مجموع المرتضى بن الهادي @:
  قال محمد بن يحيى #: {يومئذ} هو: يوم القيامة، يوم الدين وحشر العالمين، والموقف بين يدي أحكم الحاكمين، يود الكفرة يومئذ عند معاينة العذاب والإيقان بشر مآب: أن الأرض تسوى بهم، وتسويها فهو: انخسافها وذهابهم فيها من شدة ما يرون، ثم قال: {ولا يكتمون الله حديثا}، فهم يوم القيامة لا يكتمون حديثا من أفعالهم، ولا شيئا مما سلف من زمان حياتهم،