قوله تعالى: {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم 40}
  · قوله تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٤٠}[التوبة: ٤٠]
  قال في كتاب ينابيع النصيحة عند رده على شبه القائلين بإمامة أبي بكر ما لفظه:
  ربما يحتجون بقول الله تعالى: {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}[التوبة: ٤٠]؛ وهذا يفيد الإمامة؛ لأنه إشارة إليها.
  والجواب عن ذلك: أنا نقول: لا علاقة بذلك في باب الإمامة، على نحو ما تقدم بيانه في لفظة الصديق؛ فإن تعلقوا بذلك في فضله فصلنا القول فيه بعون الله؛ فقلنا: أما قوله: {ثاني اثنين إذ هما في الغار}: فما من اثنين إلا ويجوز أن يضاف أحدهما إلى الآخر؛ تصديقه قوله تعالى: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم}[المجادلة: ٧]؛ فإنه يدخل فيه المسلم والكافر، والبر والفاجر؛ فلم يدل ذلك على الفضل، مع كون الله تعالى رابع الثلاثة، وسادس الخمسة، إلى غير ذلك؛ لقوله: {ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا}؛ فكذلك لا يدل كون النبي ÷ ثانيا لأبي بكر - على فضل أبي بكر.
  وأما قوله تعالى: {إذ يقول لصاحبه} - فإن لفظ الصاحب لا يدل على الفضل أصلا؛ بل يدخل فيه المؤمن والكافر؛ تصديقه قول الله سبحانه: {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا ٣٧}[الكهف]؛ فأطلق عليه سبحانه لفظ الصاحب، وهو كافر بالله تعالى، ولم يدل ذلك على فضله؛ بل لم يدل على كونه مسلما.
  وقد كان من جملة الصحابة: عبد الله بن أبي، وهو منافق، ولم يدل ذلك على