قوله تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون 11}
  فقال: هذا أمر من الله سبحانه لنبيه وللمؤمنين، فيمن تشاجر وخرج بالجهل والمعصية، إلى ما ذكر الله من القتال؛ فأمرهم إذا صارت فئتان من المؤمنين إلى هذا الحد: أن يصلحوا بينهما، ويمنعوهما من التقاطع في فعلهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى، وأبت القبول، وأقبلت الأخرى إلى الحق في الفعل والقول - قاتلوا التي تبغي وتأبى، حتى تفيء إلى الحق والتقوى؛ والمقاتلة فهي: المحاربة بالطعن والضرب والرمي أبدا، حتى ترجع إلى ما خرجت منه من النصفة، وتترك ما صارت إليه من البغي والحمية. ثم قال سبحانه: {فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين}، ومعنى بالعدل فهو: بالحق، ومعنى قوله: {وأقسطوا} فهو: تحروا الحق في ذلك، واعدلوا. {إن الله يحب المقسطين}، يقول: يحب العادلين المحقين، وقوله: {فإن فاءت فأصلحوا بينهما} يدل على أنه أراد: فإن لم تف فقاتلوها، حتى تفنوها وتهلكوها وتبيروها، أو ترجع إلى الحق الذي منه خرجت، وتترك الباطل الذي فيه دخلت.
  · قوله تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ١١}[الحجرات: ١١]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألت عن: قول الله تبارك وتعالى: {ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان}؟
  فقال: الألقاب: الأنباز التي يلقب بها بعضهم بعضا، التي هي خلاف الأسماء، التي سمت بها الأباء؛ فحرم الله عليهم أن يسمي بعضهم بعضا بالألقاب، وجعل ذلك حكما مفروضا في الكتاب.