قوله تعالى: {ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين 81}
  العلم فهو: ما يكون من العلوم، مثل: نظر العين، والذكر: فيقول: «ذكرني فلان بخير»، أي أحسن بي النظر، و «أنظر إلي نظر الله إليك»، أي: بخير مثله، ويقول الرجل لصاحبه: «لا سمع الله لك»، والله ø يسمع، وإنما يعني به الداعي: لا استجاب له دعاه، وكذلك قوله: «سمع الله لمن حمده»، والله ø يسمع من حمده ومن لم يحمده، قال الشاعر:
  دعوت الله حتى خفت أن لا ... يكون الله يسمع ما أقول
  يعني: أن لا يستجيب لي دعائي.
  · قوله تعالى: {ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ٨١}[آل عمران: ٨١]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  قال محمد بن يحيى #: الرسول فهو: محمد صلى الله عليه وآله، والمخاطبون فهم: أهل الكتاب، ومعنى {مصدق لما معكم} فهو: مصدق لما كان في كتابكم، من ذكر محمد # ونبوته، وإرسال الله له إلى الخلق كافة بوحيه، فكان معهم في كتبهم مذكورا موصوفا، فلما أن كان ذكره وصفته في كتبهم، ثم بعثه الله ø على الصفة والحال التي أعلمهم بها، ووعدهم إياها - كان ذلك تصديقا من الله لما وعدهم به، ولما أخبرهم بعلمه.
  وفي مجموع الإمام عبد لله بن حمزة #، وقد سئل عن الإقرار والإصر المذكورين في هذه الآية، فقال:
  الجواب: أن الله تعالى أخذ ميثاق الأول من الأنبياء للآخر، والإقرار: ظاهر، والإصر هو: الواصل بين الناس من رحم، أو حلف، أو دين.