قوله تعالى: {وهم من كل حدب ينسلون 96}
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: عنى الله تبارك وتعالى: القرى التي دمرها وأهلكها بالمعاصي فيما مضى: أنه محرم عليها أن ترجع إلى عمارتها، ... وأهلها والسكنى فيها؛ لأنه ليس من قرية أهلكها الله إلا بالانتقام والغضب - فلن تعمر أبدا إلى يوم القيامة بعد غضب. و «الحرام» اسم في نفسه حيث انحرف وانصرف؛ فهو: تغليظ المنع، وهو: المنع بعينه، فعنى الله ø: {حرام}: أنه منع ممنوع لكل قرية أهلكها، من الرجوع بالعمران إلى حالها، أو أن يرى أحد من نسل أهلها؛ وكذلك اللسان العربي فيما حرم الله من جميع الآثام والمعاصي: فإنما معناه: المنع بعينه.
  · قوله تعالى: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ٩٦}[الأنبياء: ٩٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  قوله ø: {وهم من كل حدب ينسلون}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الحدب هو: كل ما ارتفع من الأرض واحدودب، كالتلاع والربا والآكام(١) , وما أشرف من الأرض فهو حدب؛ ونسولهم: إسراعهم في المشي وعجلهم، عند أمر الله النازل في القيامة بهم.
(١) أي أنها من الأشياء المرتفعة، ومعنى هذه الثلاثة هو: المرتفع من الأرض.