تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإذ قلتم ياموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون 61}

صفحة 43 - الجزء 1

  والحجر الذي سألت عنه فهو: حجر كان مع موسى صلى الله عليه، يحمله بين يديه على حماره، وذلك: أنه لما استسقى الله سبحانه لقومه إذ عطشوا - أمره أن يضرب الحجر بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا.

  فقلت: هل كان حجرا كبيرا راسيا، أم لم يكن بكبير راسي؟

  قال محمد بن يحيى ¥: لم يكن إلا حجرا صغيرا، وكانت الآية في الصغير المحمول المتحرك المنقول - عظيمة جليلة، أعظم أمرا من الحجر الرأسي؛ لأنه لو كان رأسيا - لقال فيه القائل: إن الماء ينبع من الأرض في الحجر، فلما أن كان حجرا صغيرا يحمل - كانت آيته جليلة عظيمة باهرة، من آيات الله الجليلة؛ أن يكون حجر معلق على ظهر حمار، يضرب فينثج منه اثنتا عشرة عينا، يسقي من الناس خلقا عظيما. وهذا لا يستنكر من فعل الله سبحانه؛ لأنه ذو العظمة والسلطان، القادر على ما أراد، لا راد لحكمه، وليس انبثاق الماء من الحجر بأعظم من خلق الماء من لا شيء، ولا بأعظم من خلق السماء من الدخان، والأرض من الحراقة، وخلق الخلق من طين، ø ربنا الواحد الكريم.

  · قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ٦١}⁣[البقرة: ٦١]

  في مجموع المرتضى # ما لفظه:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وفومها وعدسها وبصلها