تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما 17 وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما 18}

صفحة 212 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ١٧ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٨}⁣[النساء: ١٧ - ١٨]

  قال في مجموع الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم # في سياق كلام ما لفظه:

  ثم قال جل ذكره تأكيدا للبيان في وعيد أهل الصلاة، من أهل الذنب والآثام، والمتعدين لحدود الله: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ...} الآية؛ فأخبر أن من حكمه: أن لا يعفوا إلا من بعد توبة، ثم قال مؤكدا ومحذرا، وزاجرا ومنبها، وواعظا ومخوفا، وراحما وناظرا: {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار ...} الآية، فأخبر تعالى وعز: أنه لا يقبل التوبة عند الموت من الكافرين، ولا من الفاسقين من أهل الصلاة، فأزاح الشك في أمرهم: أنه لا يجوز أن يغفر لهم بعد الموت بلا توبة تكون منهم؛ لأنه لو كان ذلك مما يجوز في وصفه وحكمه - لقبل منهم التوبة عند الموت، التي بقبولها يكون الغفران، فلما ردها عند المعاينة ولم يقبلها - قطع عذر عباده الفهمين عنه، وحذرهم بعقابه تحذيرا: أن لا يؤخروا التوبة إلى وقت لا ينفعهم قبولها فيه، كما لم ينفع ذلك غيرهم من الكافرين، ولولا ما أحب من إعلامه، مع قطع عذرهم، والرحمة لهم - ما قرن رد توبتهم برد توبة الكافرين، وإنما أراد بذلك تعالى وعز: إزاحة الشك عنهم؛ لأنه لو جاز الشك في ذلك، وقد قرنه برد توبة الكافر - لجاز الشك في وعد الكافرين، وإن كان لم يقبل توبتهم عند الموت، ثم أكد ذلك