قوله تعالى: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا 90}
  · قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ٩٠}[النساء: ٩٠]
  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:
  نزلت هذه الآية في هلال بن عويمر، كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عهد، فلم يكن نقض هلال ما بينه وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكان مشركوا قريش يخرجون من مكة، فيأتون هلالا، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يريدون قتل من يأتي هلالا من المشركين، فمنعهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما ذكر من قوله: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق}، فلما أكمل الله سبحانه نعمته على المسلمين، وأعز بنصره خاتم النبيين - نسخ هاتين الآيتين، ونسخ كل عهد كان بينه وبين المشركين، فقال: {واقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم}، فأمر المسلمين بقتل المشركين حيث وجدوهم، وأن يقعدوا لهم كل مرصد، وأن لا يستبقوا من المشركين أحدا، إلا من تاب من خطيئته، ورجع إلى الله عن سيئته.