تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا 6}

صفحة 208 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ٦}⁣[النساء: ٦]

  قال في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألت: عن: {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف

  فهو: ومن كان لليتيم وليا فليستعفف، معناها: فليعف عن أن يأكل من مال اليتيم شيئا، {ومن كان فقيرا}، يعني: معسرا، {فليأكل} من مال اليتيم {بالمعروف}، يقول: بأمر مقدر موظوف، ليس منه فيه إسراف، ولا بمال يتيمه إجحاف.

  وقال في مجموع المرتضى بن الهادي @:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح}، إلى قوله: {وكفى بالله حسيبا

  قال محمد بن يحيى #: معنى قوله ø {وابتلوا} أي: اختبروا اليتامى، والاختبار هو: النظر إلى أفعالهم، والتمييز لأحوالهم، وما يكون من رشدهم. ومعنى {حتى إذا بلغوا النكاح} فالنكاح هو: التزويج، والبلوغ هو: الاحتلام، وقال سبحانه: {فإن آنستم منهم رشدا} عند بلوغ النكاح، {فادفعوا إليهم أموالهم} التي في أيديهم التي على أيديكم، وقال: {ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا}، والإسراف فهو: الإفراط في ما لا يجوز أكله، والبدار فهو: الاستعجال والمسابقة في إفنائها قبل بلوغ اليتامى، ثم قال