قوله تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له}
  · قوله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَه}[الزمر: ٥٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألته عن: قول الله: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له}؟
  فالإنابة إليه هي: الرجوع بطاعته عليه، وإسلامهم له هو: سلوكهم سبيله؛ فلم ينب إليه سبحانه من تولى عنه، ولم يسلم له - جل ثناؤه - من تبرأ منه؛ فالإنابة إليه هي: الاعتصام، والإسلام له هو: الاستسلام، ولم يعتصم به قط من آثر غيره، ولم يسلم له من خالف أمره.
  · قوله تعالى: {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}[الزمر: ٥٦]
  قال في كتاب ينابيع النصيحة للأمير الحسين بن بدر الدين #، في سياق شبه المشبهة والرَدِّ عليها:
  معنى قوله: {على ما فرطت في جنب الله} أي: في أمر الله، لا يدفع ذلك دافع، من: عقل، ولا من لغة، ولا من إجماع، وعليه يدل قول الشاعر:
  خليلي كفا واذكرا الله في جنبي ... فقد نلتما في غير إثم ولا ذنب
  ومثله مروي عن علماء التفسير؛ فإن بعضهم قال: معنى قوله تعالى: {ما فرطت في جنب الله}، قال: المراد في طاعة الله، كما يقال: ما نالني في جنب الله فهو راحة. وعن ابن عباس: أن معناه: في ذات الله وأمره وحقه. وهذا المعنى حسن عندنا، وقد قال من يوثق بمعرفته من الشعراء، وهو ابن دريد الشاعر: ما يلائم ذلك، حيث قال:
  فكلما لاقيته مغتفر في ... جنب ما أسأره شحط النوى
  وليس هناك عضو يتصور؛ يقال: هذا ما أصابني في جنب فلان، أي: في ذاته