سورة الماعون
سورة الماعون
  
  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #
  {أرأيت الذي يكذب بالدين ١ فذلك الذي يدع اليتيم ٢ ولا يحض على طعام المسكين ٣ فويل للمصلين ٤ الذين هم عن صلاتهم ساهون ٥ الذين هم يراءون ٦ ويمنعون الماعون ٧}:
  قال #:
  تأويل {أرأيت} هو: تعريف، وتبيين من الله وتوقيف، لرسول الله ÷، ولمن آمن بما أنزل من الوحي والكتاب إليه، لا رؤية مشاهدة وعيان؛ ولكن رؤية علم وإيقان، كما يقول القائل لمن يريد أن يعرفه شيئا إذا لم يكن ذلك الشيء له ظاهرا جليا: «أرأيت كذا وكذا»، يعلم علمه، يريد بـ «أرأيت»: توقيفه على أن يعرفه ويعلمه على حدود ما فهمه منه وأعلمه.
  فأعلم الله سبحانه رسوله ÷، ومن نزل عليه معه وبعده - هذا البيان: أن الذي يكذب بيوم الدين، من الناس أجمعين - ويوم الدين فهو: يوم يجزي الله جل ثناؤه العاملين بما كان من أعمالهم، في هداهم وضلالهم، وهو: يوم البعث، حين يدان كل امرئ بذنبه، ويرى المحسن والمسيء جزاء العامل منهما يومئذ بعينه؛ وتكذيب المكذب بيوم الدين فهو: ارتيابه وإنكاره فيه لليقين -، وذلك ومن كان كذلك فهو: الذي يدع اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين.
  لارتيابه فيه وتكذيبه، ولقلة يقينه به دع اليتيم - ودعه له هو: دفعه عن حقه