تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}

صفحة 104 - الجزء 1

  في كل حق وباطل، وأن يجعله عرضة ليمينه في النازل وغير النازل؛ قال الله سبحانه: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته إطعام عشرة مساكين} ... الآية، ... (إلى آخر كلامه #).

  وقال في مجموع الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم ٢٢٤}؟.

  قال محمد بن يحيى #: قد سئل عن هذه المسألة جدي القاسم بن إبراهيم |، فقال: {لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم}: لا تكثروا الحلف بالله في كل حال، وعند كل مقام، ووقروا الله وأجلوه عن أن تجعلوه عرضة لأيمانكم، وإن أصلحتم بين الناس، وإن أردتم بأيمانكم الإصلاح.

  · قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[البقرة: ٢٢٥]

  قال في كتاب الأحكام عند ذكره هذه الآية ما لفظه:

  قال يحيى بن الحسين ~: الأيمان ثلاث: فمنهن اللغو، وكسب القلب، وما عقدت عليه الأيمان.

  فأما اللغو: فاليمين يحلف بها الحالف، وهو يظن أنه صادق فيها، ولا يكون الذي حلف عليه كما حلف، فهاتيك لغو، وليس عليه فيها كفارة، ولا ينبغي له أن يعود لمثل ذلك، وينبغي له أن يتحرز من اليمين بالله إلا في اليقين، فهو غير آثم فيها.

  وكسب القلوب هو: ما حلف عليه كاذبا، وهو يعلم أنه كاذب، يتعمد ذلك تعمدا، في بيع أو شراء أو غير ذلك من المحاورة في الاشياء؛ فليس في ذلك