قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون 90}
  (إلى أن قال #:)
  وقلت: هل يعطي الرجل قريبه إذا كان فقيرا من كفارته شيئا؟
  واعلم - حاطك الله -: أنه إذا كان ممن يجب عليه النفقة فلا يحل أن يعطيه من كفارته شيئا، وإن كان ممن لا يجب عليه نفقته فهو من المساكين والفقراء، غير أنا لا نحب أن يعطى المسكين أكثر من شبعة يومه ذلك، ويعطى الفقراء معه، ولا يخص بالكفارة واحدا ولا اثنين، فيعطيهم إياها كلها، ولا بد أن يعطي عشرة مساكين كما أمر الله ø.
  · قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٩٠}[المائدة: ٩٠]
  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي # بعد أن ذكر الآية:
  قال يحيى بن الحسين ~: الخمر: كل ما خامر العقل فأفسده، فإذا أفسد كثيره كان حراما قليله، ولذلك سميت خمرا؛ لمخامرتها للعقل وإبطالها له، سواء كانت من عنب، أو تمر، أو عسل، أو ذرة، أو شعير، أو حنطة، أو زهو، أو غير ذلك من الاشياء. والميسر فهو: النرد والشطرنج والقمار كله، وكلما كان من ذلك مما يلهي عن ذكر الرحمن، ويشغل عن كل طاعة وإيمان. والأنصاب فهي: أنصاب الجاهلية التي كانوا ينصبونها من الحجارة لعبادتهم، يعبدونها من دون الله؛ وهي اليوم فموجودة في شعاب الأرض، وفي آثارهم منصوبة على حالها، قائمة منذ عهدهم. والأزلام فهي: القداح التي كانت الجاهلية تضرب بها، وتستقسم بها، وتجعلها حكما في كل أمرها، عليها كتب وعلامات لهم، فما خرج من تلك الكتب والعلامات يجعلوه لهم هداية ودلالات؛ فأخبر الله تبارك وتعالى أن ذلك كله من فعلهم أمر عن الله يصدهم، ومن طاعة الله يمنعهم،