سورة التحريم
سورة التحريم
  
  هذا تفسير السورة كاملة للإمام الهادي يحيى بن الحسين #:
  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
  قول الله تبارك وتعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم}: {يا أيها} معناها: مناداة من الله ø لنبيه صلى الله عليه وعلى آله، ومعنى المناداة فهو: الأمر والمناجاة. {النبيء} فهو: الرسول، وإنما سمي نبيئا؛ لأنه نبأ بما يأتي به من الله تبارك وتعالى، من الأخبار والأمور التي جعلها الله سبحانه وحيا، وديانة وفرضا، ومعنى ينبئ فهو: يعلم. {لم تحرم}، معنى {لم} هو: لأي معنى تحرم. ومعنى {تحرم} فهو: تجعله على نفسك حراما، وتعتزل ما جعل الله لك منه حلالا؛ ألا تسمع كيف يقول: لم تحرم الذي أحل الله لك، معنى {أحل} فهو: جعل وأطلق لك. {تبتغي مرضات أزواجك}، معنى {تبتغي}: تريد وتطلب، وتأتي وتسبب لمرضاة أزواجك. معنى {مرضات} فهو: محبة أزواجك ومرادهن، ومسارهن ومبتغاهن، والأزواج فهن: الزوجات. {والله غفور رحيم} فهو: قبول للتوبة، مقيل للعثرة، ومعنى {رحيم} فهو: عائد بالفضل، رحيم بمن أحسن، متعطف على التائبين.
  وسبب ما ذكر الله تبارك وتعالى مما ذكر، من تحريم نبيئه صلى الله عليه وعلى آله لما أحل له - فهو: أنه صلى الله عليه وآله وقع يوما من الأيام على جاريته