تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم 69}

صفحة 229 - الجزء 2

  · قوله تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ٦٩}⁣[الأنبياء: ٦٩]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}: هل كان ذلك من الله للنار كلاما؟

  فقال: هو مثل قول الله سبحانه: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}⁣[النحل: ٤٠]، يخبر سبحانه: أنه لا يمتنع عليه إذا أمر أمر ولا كون. وكذلك قوله: {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}: إنما هو ما صيره الله فيها من النجاة والتسليم، كما قال سبحانه: {وما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار}⁣[العنكبوت: ٢٤].

  · قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}⁣[الأنبياء: ٧٣]

  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:

  وسألت عن: قوله ø: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا}، وقوله: {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار}، فقلت: ما معنى هذا في العدل؟

  قال أحمد بن يحيى ~: اعلم أرشدك الله: أن الجعل في كتاب الله ø يخرج على وجهين:

  فمنه: جعل حتم، وهو قوله ø: {وجعلنا السماء سقفا محفوظا}، وقوله: {وجعلنا الليل والنهار آيتين}، وما أشبه ذلك من جعل الحتم.

  والجعل الآخر فهو: قوله ø: {جعلناهم أئمة يدعون إلى النار