تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون 70}

صفحة 31 - الجزء 2

  · قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ٧٠}⁣[يوسف: ٧٠]

  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:

  وسألت عن: قوله ø: {ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون}، وقلت: كيف جاز ليوسف صلى الله عليه أن يرمي بالسرقة من قد علم أنه لم يسرق صواعه؟

  قال أحمد بن يحيى #: قد قيل في هذه المسألة بجوابات كلها تجوز في لغة العرب، وتثبت العدل والبراءة ليوسف صلى الله عليه من الظلم والإثم، من ذلك ما أنا ذاكره؛ فافهمه إن شاء الله.

  أما الوجه الأول فقالوا: إنه يجوز أن يكون المنادي نادى بغير أمر يوسف صلى الله عليه، فحكى الله ø عن المنادي.

  وإما أن يكون أمر بوضع الصواع في الرحل بغير علم المنادي الذي نادهم بالسرقة، فلا يكون المنادي تعمد كذبا، وذكر عن أمير المؤمنين ~: أن يوسف ~ أمر المنادي بذلك، وأضمر في نفسه: «إنكم لسارقون لي، سرقتموني من أبي، وطرحتموني في الجب»، وهذا حسن.

  وقول آخر قال: إن يوسف صلى الله عليه قال هذا على الاستفهام: آنكم لسارقون، على معنى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن يقدر عليه}، على طريق الاستفهام؛ لأن نبي الله صلى الله عليه لا يظن أن الله ø لا يقدر عليه، والعرب تستفهم بغير ألف في كلامها؛ قال الشاعر:

  لعمرك ما أدري وإن كنت داريا ... شعيب بن سهم أم شعيب بن منقر