قوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين 194}
  سبيل إلا على الظالمين، وقلت: ما العدوان؟
  قال أحمد بن يحيى @: العدوان على وجهين في القرآن:
  فالوجه الأول: قوله سبحانه: {لا عدوان إلا على الظالمين}، يقول: لا سبيل إلا على الظالمين.
  والوجه الآخر: كقول موسى ~ في سورة القصص: {أيما الآجلين قضيت فلا عدوان علي}، يقول: فلا حجة علي.
  · قوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ١٩٤}[البقرة: ١٩٤]
  قال في مجموع الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} ... . الآية؟
  قال محمد بن يحيى #: هذا أمر من الله ø للمؤمنين بترك الظلم والاعتداء، والأخذ بالحق في جميع الأشياء، وأن يفعلوا ما أطلق لهم سبحانه فعله، ولا يتعدوا إلى غيره؛ مثل ذلك: ظالم تعدى، فقطع يد رجل، فقد جار عليه وظلمه، وله أن يفعل به مثل ما فعل سواء، وليس له أن يقطع يديه، ولا أن يقتله كما يفعل سفهاء من الناس، فقد رأيناهم ربما جرح أحدهم جرحا؛ فيقتل فيه من جرحه. ومن التعدي أيضا: أن يجرج إنسان إنسانا، فيستوفي من غيره؛ من ابن عمه أو ابنه أو قرابته، كما يفعل البادية والأعراب؛ وهذا من الظلم البين، ولذلك قال سبحانه: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}، فأراد ø: أن يؤخذ من الظالم القصاص، ويكافأ بعينه، ولا يؤخذ بجرمه غيره؛ وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: {ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه