تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون 19}

صفحة 526 - الجزء 1

  فاستحبوا العمى على الهدى}، وقال تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير}.

  · قوله تعالى: {لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ١٤}⁣[يونس: من آية ١٤]

  قال في ينابيع النصيحة في سياق كلام ما لفظه:

  معناه: لينظر إلى عملكم موجودا، فيثيبكم أو يعذبكم على ما يحصل من أعمالكم؛ لأنه لا يجوز أن يعذبهم تعالى على علمه بما سيعملون؛ لأنه ليس بعمل لهم قبل فعله.

  · قوله تعالى: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ١٩}⁣[يونس: ١٩]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم

  المعنى في ذلك: أن الله سبحانه أخبر أن الناس في الحق كانوا أمة واحدة في الإقرار بالله، وما أمروا به من طاعة الله، وأن الحكم من الله والأمر لهم في ذلك وله، لم يزل واحدا حتى اختلف أهل العصيان والخلاف؛ فعصوا وخالفوا ما جعل الله لهم من الأصل في الدين، وثبت لهم من اليقين؛ بغيا وضلالا، وكفرا بالله وطغيانا، ومعنى قوله: {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم}، يقول: لولا حكم من ربك سبق بالتأخير لهم إلى يوم القيامة - لقضي بين المحقين والمبطلين؛ ولكن سبقت هذه الكلمة، وهي: الحكم من الله بالتأخير لمن خالف الحق، إلى عقوبة الآخرة بالنار، وبئس المصير؛ وربما أذاقهم سبحانه من العذاب