تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين 37}

صفحة 508 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ٣٧}⁣[التوبة: ٣٧]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {إنما النسيء زيادة في الكفر

  فالنسيء هي: الأشهر التي كان أهل الجاهلية ينسؤنها، ومعنى «ينسؤنها» فهو: يبدلونها ويتركونها، كانوا يجعلونها هي، ويعصون في الأشهر التي أبدلوا عن المظالم. ومعنى النسيء: ينسؤن هذا؛ ليتركوه مرة، ثم يأخذونه وينسؤن غيره، مرة يحرمون التظالم في شهر، ومرة يحلونه فيه، ولا يحرمونه في غيره؛ فأخبر الله تبارك وتعالى: أن هذا من فعلهم؛ زيادة في ما هم عليه من كفرهم، وتمردا على خالقهم؛ فضل به الكافرون من فعلهم، يحلونه عاما، ويحرمونه عاما، ويطلقونه وقتا، ويحرمونه وقتا؛ فأخبر الله بعصيانهم في ذلك، وأعلم أنهم في الكفر كذلك.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله ø في النسيء؛ ما كانت الجاهلية تفعل فيه، من: تحليله عاما، وتحريمه عاما؟

  قال محمد بن يحيى #: فهو: شهر كانوا يحرمون فيه عاما، ثم ينسؤونه السنة الأخرى، ويحرمون شهرا آخر غيره.