تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله}

صفحة 98 - الجزء 3

  البلاء على ما فاتكم، ولا عند المصيبة تجزعوا، تسليما لأمر الله تبارك وتعالى، ولو كان الأمر على ما توهموا - ما كان ينبغي لمن صلى وصام، وحج وجاهد، وفعل الخيرات - أن يفرح، ولا لمن زنى وسرق، وشرب الخمر، وقتل النفس الحرام، وعصى الله ø - أن يحزن على معصيته؛ ولكن الناس تركوا الحق وأهله، واتبعوا أهوائهم، وقلدوا أمر دينهم من أضلهم وأغواهم، وقد أمروا فأعرضوا، وزجروا فلم ينتهوا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وأما الكتاب الذي ذكرت هاهنا فهو: العلم؛ لأن الله ø لا يحتاج إلى الكتاب.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #، في سياق كلام:

  وأما قوله: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها}، بمعنى: يخلقها - فذلك مستقيم، وهي: المصائب النازلة من قبله تعالى في الأرض وفي الثمار والأشجار، والأمتعة الأرضية، {ولا في أنفسكم}: النساء والأولاد، والأحباب والأوداد، والمصائب فيهم: بالموت والمرض، والصعق والبرق، إلى غير ذلك من الأمور، التي لا يقدر عليها سواه تعالى؛ فتفهم ذلك موفقا.

  · قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}⁣[الحديد: ٢٩]

  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:

  قال: {لئلا يعلم أهل الكتاب}، وإنما أراد تبارك وتعالى: ليعلم أهل الكتاب.