تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم 143}

صفحة 68 - الجزء 1

  شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}، فأمره الله ø أن يولي وجهه ومن كان معه من المؤمنين إلى الكعبة، وهي: قبلة إبراهيم #، ثم قال: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب}، فأمره سبحانه أن يقول لهم عند ما يكون من كلامهم وجهلهم، وطعنهم عليه في تحوله عن القبلة الأولى: {لله المشرق والمغرب}، يريد: أن لله سبحانه الشرق والغرب، وأن ما أنتم عليه من القبلة وغيرها من الأديان تعبد من الله سبحانه تعبدكم به، وهو يفعل ø ما يشاء، ويتعبد بما أراد، وما تعبد به فهو: طاعة له، وكان قول النبي ÷ لهم: {لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}: قطعا لحججهم، وفلا لكلامهم، ولا يجدون معه قالا ولا قيلا، والله سبحانه يفعل ما يشاء، ويحكم لا معقب لحكمه، وهو سريع الحساب.

  وأما ما ذكرت: أنه قيل في هذه الآية وتكلم به - فليس بصواب عندنا، والقول فيه ما قد شرحنا، والله ولى التوفيق.

  وقد قيل: إن النبي ÷ صلى إلى بيت المقدس سبعة عشر شهرا.

  · قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٤٣}⁣[البقرة: ١٤٣]

  قال في مجموع المرتضى بن الهادي #:

  والوسط فهو: العدل في الأمور، والقصد في التكليف؛ كذلك من تعلق