قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 57}
  قال محمد بن يحيى #: الكتاب فهو: التوراة التي أنزلها الله سبحانه على موسى #، وما كان فيها من الحلال والحرام، والتعبد للأنام، والفرقان فهو: ما جاء به موسى #، من الآيات التي فرقت بين الحق والباطل، فلم يبق لأحد شبهة، ولا كلام يلحقه قول متعنت ولا ظن جاهل؛ بل فرقت الآيات بين الحق والباطل، وشهدت له بالصدق واليقين، الواضح المستبين؛ فكلهم قد أيقن أن ذلك من فعل الله ø، وأن موسى لم يأت بذلك من نفسه، ولا يطيقه أحد من المخلوقين، إلا بتكوين الله له فيه وإعانته عليه؛ فتبارك الله القادر على ما أراد، والفاعل لما يشاء، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون؛ فكلما فرق بين الكذب والصدق، والباطل والحق كان فرقانا، ومبينا للحق، ومفهما للخلق، ومذهبا للشك، وموجبا للطاعة؛ {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم}.
  · قوله تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ٥٧}[البقرة: ٥٧]
  في مجموع المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ٥٧}[البقرة: ٥٧]، فقلت: ما معنى الغمام، وما المن والسلوى؟
  قال محمد بن يحيى #: الغمام فهو: السحاب، كان يظلهم من الشمس، والمن فهو: شيء كان يقع على الشجر، يضرب إلى الخضرة، حلوا كانوا يأكلونه؛ والسلوى فهو: طير أصغر من الحمام، كانوا أيضا يأكلونه، في أيام تيههم؛ وذلك: أن الله لما أمرهم أن يدخلوا القرية، فكان من كلامهم ما قد سمعت، مما قصه الله