تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام}

صفحة 306 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَام}⁣[المائدة: ١٦]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @:

  المتبع: أن يأتي بطاعة الله، ويزدجر عن معصية الله. وسبل السلام: طرق النجاة من الهلكة.

  · قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ١٨}⁣[المائدة: ١٨]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  قال محمد بن يحيى #: هذا قول من اليهود والنصارى يكذبون فيه، ويقولون البهتان والزور، والفاحش من جميع الأمور؛ فأكذبهم الله ø في قولهم، فقال: {بل أنتم بشر ممن خلق}، يقول: مثل من قد خلق من الأمم، تؤمرون وتنهون، وتماتون وتحيون، وتثابون وتعاقبون.

  ثم قال: {يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} الذي يشاء ø المغفرة له فهو: المطيع لأمره، المتبع لحكمه؛ فحكم لمن كان كذلك بالثواب والنعيم، والنجاة من العذاب الأليم؛ ولم يحكم سبحانه بالمغفرة إلا: لمن أطاعه واتقاه، وكذلك ø يعذب من عصاه، وخالف أمره وأباه؛ فقد شاء سبحانه عند ذلك عذابه، وحكم به عليه في فعله واكتسابه، وما كان من صدوده وعناده؛ فلا يشاء تبارك وتعالى للمؤمنين إلا الثواب، وكذلك فلن يشاء سبحانه ولن يحكم أبدا للعاصين بنجاة، وإذا لم يحكم لهم سبحانه بالنجاة - فقد شاء لهم العقاب، وحكم عليهم بأليم العذاب.