قوله تعالى: {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين 52}
  هذا مخالفا للكتاب والسنة، ناقضا للأصول؛ لأنه قد هدى في الدنيا من أحب ومن لم يحب، وأثاب أيضا في الدنيا من أحب؛ فصح أن المراد: أنك لا تثيب في الآخرة من أحببت، وصح أن الجزاء يسمى هدى، وقول الله تعالى: {إن الله لا يهدي القوم الظالمين}[المائدة: ٥١]، وقوله: {إن الله لا يهدي القوم الفاسقين}[المنافقون: ٦]، فهو يريد: هداية الثواب؛ لأنه قد هداهم في الدنيا فلم يهتدوا، قال عز من قائل: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}[فصلت: ١٧] ... (إلى آخر كلامه #).
  · قوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ٥٢}[المائدة]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة # في سياق كلام:
  قال تعالى: {لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ٥١ فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم}؛ المرض هاهنا هو: الشك والارتياب، لا الكفر؛ لأنه خاطبهم بلفظ الإيمان في أول الآية، والكتاب الكريم محروس من التناقض. ومسارعتهم فيهم: رفع المضار عنهم، والمدافعة دونهم؛ بدليل قوله تعالى: {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين}، والذي أسروا في أنفسهم وهو: مخافة دولة المشركين، التي كفاه الله سبحانه بالفتح والأمر من عنده، الذي هو: الشهادة أو هلاك الكافرين بعذاب من عنده؛ فإنه يكون نصرا، ولا يكون فتحا؛ لأن الفتح لا يكون إلا لما [تولوه] لأنفسهم، وأعانهم الله تعالى عليه، يقول تعالى: إنهم حرموا أنفسهم الغنيمة