قوله تعالى: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها}
  الأرض، ومالت واجبة جنوبها، فكلوا حينئذ منها، وأطعموا البائس الفقير، فذلك الأجر فيه وعليه، من أعظم ما فيها من الخير.
  وقال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:
  حدثني أبي عن أبيه في قول الله ø: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر}، فقال: القانع هو: الممسك عن المسألة المضطر؛ والمعتر فهو: السائل.
  · قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا}[الحج: ٣٧]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  قوله ø: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: هذا خبر من الله سبحانه على أن الأغذية والمطاعم لا تناله، وأنه لا يأكل سبحانه ولا يطعم، ولا يناله لحم يغتذى به ولا دم؛ بل هو الذي {يطعم} - سبحانه كما قال - {ولا يطعم}.
  ثم أخبر أن التقوى تناله؛ ونيل التقوى له: رضاه بفعلها، وقبوله لها من أهلها؛ فذلك هو: نيلها له، ووصولها إليه.
  وأخبر تبارك وتعالى: أنه إنما أحب البدن والذبائح في الحج، وجعلها من شعائره - لما يريد برحمته من نفعها للضعيف في ارتفاقه بلحمها، واستغاثته بما يصير إليه منها، على فقره وعسره؛ رحمة منه للمساكين والفقراء، وثوابا أعطاه
= قيل: وبه سُمِّيَ لَبَبُ الفَرَس. واللَّبَبُ: (كاللَّبَّة) وهو (مَوْضِعُ القِلادَةِ من الصَّدْرِ) من كُل شّيْءٍ أَو النُّقْرَة فوقَه والجمع الأَلْبابُ. وفي لسان العرب: اللَّبَّةُ: وَسَطُ الصَّدْرِ، والمَنْحَرِ؛ والجمع: لَباّتٌ، ولِبابٌ. عن ثعلب. وحكى اللَّحْيَانيُّ: «إِنَّها لَحَسَنَةُ اللَّبَّاتِ»، كأَنّهم جعلوا كلَّ جزءٍ منهما لَبَّةً، ثُمَّ جمعوا على هذا. وقال ابْنُ قُتَيْبَةَ: هي العِظَامُ الّتي فَوْقَ الصَّدْرِ وأَسفَلَ الحَلْقِ بين التَّرْقُوَتَيْنِ وفيها تُنْحَرُ الإِبِلُ. ومن قال: إِنها النُّقْرَةُ في الحَلْقِ فقد غَلِطَ. انتهى. اهـ.