تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون 102}

صفحة 53 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ١٠٢}⁣[البقرة: ١٠٢]

  قال في مجموع المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت}، فقلت: ما معنى ذلك؟

  قال محمد بن يحيى #: هذه حكاية من الله سبحانه عن أهل الشرك من اليهود وأمثالهم؛ كانوا يزعمون: أن ملك سليمان - صلى الله عليه - وما نال إنما هو بسبب السحر، وأنه كان يسحر؛ حتى نال كل ما نال من الملك، فعليهم لعنة الله؛ فقد قالوا زورا وبهتانا، واجترأوا في قولهم، وكفروا بخالقهم، فأبرأ الله سبحانه سليمان من ذلك، فقال: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر}، فكان ذلك فعلا من شياطين الإنس والجن، وافتراءا على سليمان، فبرأه الله من قولهم، ونزهه من كلامهم، وبين كذبهم وقبح مقالتهم.

  وقلت: ما معنى قوله سبحانه: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت}، هل يقرأ بكسر الزاي أم بفتحها؟