تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم 142}

صفحة 67 - الجزء 1

  الدين قد تبين الرشد من الغي}، وقوله: {أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}، وقوله: {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون}؛ ولكن لقول الله جل ذكره تأويل غير إجبار ولا اضطرار لعباده إلى طاعته، واكراه لهم على ما يحبه، وهو: أن احدا لا يعمل شيئا من الإيمان إلا بأمر الله وترغيبه، ولا يزدجر عن معاصيه وما نهى عنه إلا بترهيبه، بعد تقويته على ما أمر به، وعلى ترك ما نهي عنه، ومحمود خواطر يتلطف بها لمن أطاعه، فمن رغب وقبل عن الله وأسلم فقد جعله الله مسلما مؤمنا، ثم يزداد إيمانا وخيرا، فيكون الله هو الجاعل له كذلك، وأراد: إبراهيم وإسماعيل @ بقولهما: {واجعلنا مسلمين لك}، أي: فيما بقي من أعمارنا، واجعل {من ذريتنا أمة مسلمة لك}، عند البلوغ بالأمر والنهي والتعليم لهم.

  · قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ١٤٢}⁣[البقرة: ١٤٢]

  في مجموع المرتضى بن الهادي # ما لفظه:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

  قال محمد بن يحيى #: السفهاء الذين ذكرهم الله سبحانه فهم: السفهاء في نفوسهم، الذين لا عقول لهم، ولا تمييز ولا دين، سفهاء الرأي والأحلام، من أهل الكتاب وغيرهم؛ وذلك أن النبي # كان يصلي إلى بيت المقدس، وكان يجب الصلاة إلى قبلة إبراهيم @، وهو قول الله ø في كتابه: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك