قوله تعالى: {وكذلك سولت لي نفسي 96}
  العجل إلى أنه إله بني إسرائيل؛ فهذا الذي سولت له نفسه، ووسوس له به الشيطان، فقال له موسى صلى الله عليه: {اذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس}، يريد موسى صلى الله عليه: أنك تستطيع - لما جعل الله فيك من الاستطاعة - أن تقول ذلك، لا أنه أمره به؛ والمساس فهي: المصافحة والمعاشرة؛ فأخبره صلى الله عليه: أنه يستطيع أن يقول إن أراد: أن لا يحل بكم أن يسلم بعضكم على بعض، ولا يعاشر بعضكم بعضا، بما جعل الله فيه من الاستطاعة على ذلك؛ فقال صلى الله عليه: أنت تقدر أن تقول ذا، وتفعله لو أردت، وتمنع منه لو شئت، وهو شيء بين الناس من أحسن ما يكون من الفعل الذي يعرفونه ويفهمونه بينهم؛ فكيف لا تقدر أن تأمرهم بما لا يفعلونه من عبادة هذا العجل الذي جعلته إلها؟! {فظلت عليه عاكفا}، ومعنى: {ظلت عليه} فهو: ظلت له عابدا، {لنحرقنه}، يقول: لنطرحنه في النار حتى يذوب ويحترق، {ثم لننسفنه في اليم نسفا}، وإنما أراد بإحراقه صلى الله عليه: أن يخبر السامري ومن أطاعه أن هذا شيء ذليل، يحرق وينسف في البحر؛ فكيف يجوز أن يكون من يفعل به هذا، ولا ينتصر للخلق إلها؟! هذا لا يكون أبدا، ولا يتوهمه إلا غير ذي هدى.
  · قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ٩٦}[طه: ٩٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  قوله: {سولت لي نفسي} هو: منتني نفسي، والتسولة: المنية، سواء قيل: سولت لنفسك، أو منيت نفسك.