قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون 26 إلا الذي فطرني فإنه سيهدين 27 وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون 28}
  عليهم؛ إذ زعموا أن الملائكة بنات الله، وأن الملائكة إناث، فأنزل الله تبارك وتعالى: {أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين ١٦ وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم ١٧}[الزخرف]، يريد سبحانه: إن كان قولهم في ما زعموا من أن الملائكة إناث، وأنهم لله بنات - فقال: كيف يصفيكم أنتم بالبنين، ويتخذ هو البنات لنفسه، فلو كان كما تقولون إذا لم يتخذ إلا البنين؛ إذ البنون أفضل من البنات؛ فكيف تنسبون إلى الله ما تكرهون، وتجعلون له ما منه تنتفون، من البنات اللواتي إذا بشر بها أحدكم ظل وجهه مسودا، وهو كظيم مستحيي، خجلا منهم، واغتماما بولادتهن؟! ثم قال سبحانه: {أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين}، يريد: أومن كان هكذا في الصفة كالبنين الذكور - أهل البيان في الخصام، وأهل الخير والتمام؟! لا يكون ذلك كذلك أبدا. فأضمر الذكور؛ لعلم المخاطب به، فقال: {أومن ينشأ في الحلية}، والذي ينشأ في الحلية فهن: البنات اللواتي يزين به في الحلي، ويتزين به، وكذلك فهن اللواتي قال الله: {وهو في الخصام غير مبين}، يقول: في الخصام غير قائم بحجته؛ لضعفهن، وقلة معرفتهن بما لهن وعليهن.
  · قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ٢٦ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ٢٧ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٢٨}[الزخرف: ٢٦ - ٢٨]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون ٢٦}، إلى قوله: {لعلهم يرجعون ٢٨}؟