تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين 75 فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون 76 فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون 77}

صفحة 514 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ٧٥ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ٧٦ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ٧٧}⁣[التوبة: ٧٥ - ٧٦ - ٧٧]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي # في سياق الرد على ابن الحنفية ما لفظه:

  وأما ما سأل عنه من: قول الله سبحانه: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ٧٥ فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ٧٦ فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ٧٧} - فقد يمكن أن يكون الله سبحانه لما أن كذبوه وأخلفوه - خذلهم، ومن الإرشاد والتوفيق تركهم، فتكمهوا في ضلالهم، وارتكبوا القبيح من أعمالهم، فأعقبهم كثرة ضلالهم، وعظيم اجترائهم، على قول الزور والبهتان، وارتكاب الضلال والعصيان - تماديا في ذلك، حتى مردوا على الكذب والفساد، والنفاق وقول المحال والإلحاد، فيجوز أن يقال: أعقبهم الله نفاقا؛ إذ تركهم من التوفيق، والتسديد والتحقيق، حتى غلب عليهم الهوى، ورفضوا الخير والهدى، واستعملوا بينهم النفاق في كل أمرهم، فعادوا منافقين، وللرشد تاركين، ينافق بعضهم بعضا، ويفرضه في الغيب له فرضا؛ وقد يكون الذي أعقبهم في قلوبهم النفاق هو: فعلهم وكذبهم، وغدرهم في موعدهم الذي أوجبوه لخالقهم؛ وذلك أن الكذب والردى يجر بعضه بعضا، فلما أن كذبوا فيما قالوا، ووعدوا خالقهم من أنفسهم فأخلفوا - كانوا لغيره فيما يعدون أخلف، ولسواه سبحانه أكذب، فكاذبوا بيناتهم، وأبطلوا