تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد 30}

صفحة 28 - الجزء 3

· قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ٣٠}⁣[ق: ٣٠]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد

  فقال: هذا اليوم يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة، ومعنى قوله: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت} هو: قوله لخزنتها هل امتلأت، وكذلك قوله: {وتقول هل من مزيد}، لما أن كان الخزنة من أسبابها - جاز أن يطرح «الخزنة»، ويكون الخطاب لها، على مجاز الكلام، وهذا في القرءان موجود وفي اللغة، ومثل ذلك من كتاب الله قوله سبحانه: {وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم}، والعجل لا يشرب في القلب، وإنما الذي شربه القلب حبه؛ فأراد: أشربوا في قلوبهم حب العجل؛ فطرح: «حبه»، وأقام: «العجل» مقامه؛ إذ كان من سببه، وفي ذلك ما يقول الشاعر:

  ألا إنني سقيت أسود حالكا ... ألا بجلي من الشراب ألا بجل

  فقال: سقيت أسود، والأسود لا يسقاه أحد، وهو سم الأسود، فطرح: «السم»، وأثبت: «الأسود» مكانه؛ إذ كان من سببه، والشاهد على ذلك من كتاب الله سبحانه أيضا قوله: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها}⁣[يوسف: ٨٢]، والقرية فإنما هي: البيوت والأبنية، وليس شيء من هذا يخاطب ولا يسأل، وإنما أراد: أهل القرية وساكنها، فطرح: «الأهل والساكن»؛ إذ كانوا من سبب القرية، وأثبت: «القرية»، وكذلك قوله: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت}، أراد: لخزنة جهنم، فطرح: «الخزنة»؛ إذ كانوا من سبب جهنم،