قوله تعالى: {قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى 50}
  علم تبارك وتعالى أنهم إذا أحسنوا تيب عليهم وأثيبوا؛ ولكن: «عسى» هاهنا مخرجها: مخرج تأديب من الله وترهيب، وتنبيه على ترك الثبات ممن أحسن على إحسانه؛ اتكالا على ما مضى في وقت من الأوقات من صالح عمله، وليكون العبد وجلا مع رجائه وأمله.
  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت عن: قول الله تبارك وتعالى لهارون وموسى @: {اذهبا إلى فرعون إنه طغى ٤٣ فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}، فقال: ما معنى قوله: {لعله}، و {لعله} لا يقع إلا شاك لا يحيط بما يريد علمه؟
  قلنا له: جهلك باللغة دلاك في بحور الجهالة؛ ألا ترى أن العرب يقول قائلها لغلامه: «خذ هذه الدنانير؛ عساك أن تشتري بها طعاما لنا»، ويقول: «خذ هذا الطعام؛ عساك أن تأكله»، وهو يعلم إذا ذهب بالدنانير أن يشتري بها طعاما: أنه سيشتريه، وأنه إذا أخذ الطعام: أنه سيأكله، فقال: «لعل»، وهو يعلم أنه سيفعل؛ فعلى ذلك يخرج معنى قول الله: {لعله} في لغة العرب.
  · قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ٥٠}[طه: ٥٠]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  {قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يعني بـ {كل شيء}: جميع ما أنعم الله به عليهم، وأعطاهم من عطاء النعم، بما هو عليه من رحمتهم والرأفة