قوله تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}
  نزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القرى أن تشتمونا
  فقال: «فعجلنا القرى أن تشتمونا»، وإنما معناه: فعجلنا القرى لأن لا تشتمونا، فطرح «لا» وهو يريدها، فخرج لفظ الكلام بخلاف معناه.
  وقال آخر:
  ما زال ذو الخيرات لا يقول ... ويصدق القول ولا يحول
  فقال: «لا يقول»، فأتى بـ «لا» وهو لا يريدها، وإنما معناها: ما زال ذو الخيرات يقول، فخرج اللفظ خلاف المعنى. تم جواب مسألته.
  · قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}[آل عمران: ١٧٩]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}؟
  ومعنى ذلك عندنا، وما نتأوله في قولنا: أنه أراد: أنه لم يكن ليذر المؤمنين على ما عليه غيرهم من المنافقين؛ وذلك: أن المؤمنين كانوا إذا أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بشيء مما أمره الله أن يأمرهم به من شرائع الإسلام - أذعنوا لذلك، وسلموا وانقادوا له، وأجابوا بقولهم وألسنتهم؛ وكان المنافقون إذا أمروا ونهوا أجابوا بألسنتهم، وأظهروا في باطنهم خلاف ما أظهروا، وكانوا يحتذون قول المؤمنين، ويذكرون عن أنفسهم ما يذكر المسلمون، من الإجابة والرغبة والصدق، والسمع والطاعة والحق؛ فذكر الله ø: أنه لا يذرهم على ذلك، حتى يميزهم بالأمر والنهي لهم، والافتراض لما افترض على خلقه