قوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 77}
  ما معنى ذلك، وما أراد بالقنطار؟
  قال محمد بن يحيى #: قد أجاب في هذه المسألة جدي القاسم ~، فقال: تأويل ذلك: أن من أهل الكتاب من يستحل كل مال المسلم، يهودي أو نصراني، ويقول: إن الأرض وما فيها من الله طعمة، وتفسير القنطار فقد يقولون: إنه الجبل الكبير، لا يصله جبل، والقنطار أيضا: ما يتعارف الناس بينهم من الوزن.
  · قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٧٧}[آل عمران: ٧٧]
  قال في كتاب مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي #:
  الخلاق: النصيب.
  وفي مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم # ما لفظه:
  وقال الله جل ذكره، وهو يذكر أهل النار: {أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة}؛ تأويل ذلك: أنهم لا يرجون من الله جل ثناؤه ثوابا، ولا يفعل بهم خيرا، وأهل الجنة ينظر الله إليهم، وينظرون إلى الله جل ثناؤه، ومعنى ذلك: أنهم يرجون من الله خيرا، ويأتيهم منه خير، ويفعله بهم، وليس معنى ذلك: أنهم ينظرون إليه جهرة بالأبصار، عز ذو الجلال والإكرام، وكيف يرونه بالأبصار، وهو لا محدود ولا ذو أقطار، كذلك جل ثناؤه لا تدركه الأبصار، ومن أدركته الأبصار فقد أحاطت به الأقطار، ومن أحاطت به الأقطار كان محتاجا إلى الأماكن، وكانت محيطة به، والمحيط أكبر من المحاط به، وأقهر بالإحاطة، ... (إلى آخر كلامه #).