قوله تعالى: {نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا 28}
  · قوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا ٢٨}[الإنسان: ٢٨]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت عن قول الله سبحانه: {نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا ٢٨}؟
  فهذا إخبار من الله سبحانه: أنه خلق خلقه بلا عون من أحد في ذلك له، وأنه هو المتفرد بخلقهم وإيجادهم؛ وشد أسرهم فهو: تقوية أسرهم، وأسرهم فهو: ثباتهم وعقدهم، وتركيبهم على ما جعلهم عليه وقدرهم.
  ومعنى قوله: {وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا ٢٨}، المعنى فيه: إذا شئنا أهلكناهم وأبدناهم، وأنشأنا خلقا غيرهم مثلهم. {تبديلا} فهو: جعلناه جعلا، وأتينا بمثلهم بدلا منهم؛ اقتدارا ونفاذ إرادة؛ فهذا معنى {تبديلا}: تأكيد لما ذكر من تبديل المبدل، وإحداث ما يحدث بدلا من الذاهب. وهي كلمة للعرب تؤكد بها المعنى الذي تريده وتذكره، تقول العرب: «كلمناه تكليما» تؤكد الكلام، وتقول: «ضربناه ضربا» تؤكد بها الضرب، «وأخرجناه إخراجا» تؤكد الإخراج بقولها: «إخراجا»، وكذلك: «أدخلناه إدخالا» تؤكد الإدخال بقولها: «إدخالا»، وتقول: «بدلناه تبديلا» تؤكد معنى التبديل بقولها: «تبديلا»؛ فعلى هذا يخرج ما عنه سألت من قول الله سبحانه: {وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا ٢٨}.