تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون 20}

صفحة 373 - الجزء 1

  لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء}⁣[آل عمران: ٣٨]، وقول خليله إبراهيم الأواه الحليم: {إن ربي لسميع الدعاء}⁣[إبراهيم: ٣٩]، يعني #: إن ربي لمجيب لمن يشاء من الأنام؛ وفي ذلك ما تقول العرب، لمن سأل من الله أو طلب: «سمع الله دعاك»، أي: أجاب الله طلبتك ونداك.

  والوجه الثالث: قول القائل من الراكعين المصلين: سمع الله لمن حمده، ومعناه: أي قبل الله ممن حمده، وأثاب على شكره من شكره.

  فهذه الثلاثة الوجوه اللواتي يجوز أن يوصف بهن الرحمن، وهن فواضحات عند من عرف العربية والبيان.

  والوجه الرابع: فلن يجوز على الواحد الجليل، في شيء من الأقاويل، وهو موجود في المخلوقين، متعال عنه رب العالمين، وهو: الإصغاء بالأذان، والإنصات لجولان دواخل الأصوات، ومستقر مفهوم القالات؛ فتعالى عن ذلك المهيمن الكريم، المتقدس الواحد الفرد العظيم.

  · قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٢٠}⁣[الأنعام: ٢٠]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم

  قال محمد بن يحيى #: الذين أوتوا الكتاب فهم: اليهود والنصارى، وهم يعرفون محمدا ~ وآله، ويثبتون صفته، ويقفون على صحة أمره، وما أمروا به من طاعته، كما يعرفون أبناءهم، مشروح ذلك في كتبهم، مبين لهم؛ ولكن جحدوا ما عرفوا، وأنكروا ما علموا، فضلوا وخسروا؛ ذلك هو الخسران المبين.