قوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا 64}
  · قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ٦٤}[الإسراء: ٦٤]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قوله الله سبحانه: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}؟
  فقال: هذه كلها أمثال ضربها الله، لا أن ثم خيل ولا رجال، والعرب تقول بعضها لبعض، إذا اختصمت أو تحاجت أو تناظرت، قالت لمن لا خيل له ولا رجال: «أجلب عليهم بخيلك ورجلك»، تريد: اجهد علينا بغاية جهدك، أبلغ فينا أقصى طاقتك، فعلى ذلك يخرج معنى قول الله: {أجلب عليهم بخيلك ورجلك}؛ وذلك أي: اجهد فيهم بغاية جهدك. وأما قوله: {استفزز} فهو: اختدع.
  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله ø: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد}، فقلت: كيف جاز أن يأمر الله ø بهذه الأشياء، وكلها له معصية، لا تجوز في العدل؟ وكيف يشارك الشيطان الناس في الأموال والأولاد؟
  قال أحمد بن يحيى ¥: إن ذلك جائز في اللغة العربية؛ أن يخرج الكلام من المتكلم مخرج الأمر، ومعناه على خلاف ذلك الذي خرج عليه، وإنما هذا عندنا على الوعد والتهدد، كنحو قول الرجل: «اجهد جهدك، واحمل جهدك»، كل ذلك