تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون 6}

صفحة 297 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٦}⁣[المائدة: ٦]

  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي # بعد أن ذكر الآية:

  فأوجب سبحانه غسل الوجه كله، من مقاص الشعر إلى حد الأذنين، إلى اللحيين، إلى الذقن، وأوجب غسل اليدين إلى المرفقين، ومعنى قوله {إلى المرافق} فهو: حتى المرافق؛ فأراد بقوله: فاغسلوا وجوهكم وأيديكم حتى المرافق، فقامت «إلى» مقام «حتى»، وكذلك قوله {إلى الكعبين}، أراد: حتى الكعبين؛ وهذه الحروف التي تدعى حروف الصفات، يقوم بعضها مقام بعض، وتجزي بعضها عن بعض؛ وفي ذلك ما يقول الشاعر:

  شربن بماء البحر ثم ترفعت ... لدى لجج خضر لهن نئيج

  فقال: «لدى لجج»، وإنما أراد: على لجج، فقامت «لدى» مقام «على»، والشاهد لذلك: قول الله سبحانه، فيما عبر من قول فرعون، حين يقول سبحانه ويحكي عنه من قوله: {ولأصلبنكم في جذوع النخل}، وإنما أراد على جذوع النخل، فقامت «في» مقام «على».