تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين 24}

صفحة 503 - الجزء 1

  والحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله على محمد الأمين، وعلى آله البررة الطيبين الطاهرين.

  · قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ٢٤}⁣[التوبة: ٢٤]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد # في الرد على القائلين بجواز تسليم بعض المال للظلمة، ما لفظه:

  وقالوا: إنما قلنا بجواز تسليم بعض المال ليسلم ما هو أكثر منه، ولندفع بذلك محظورا، وهو: اغتصاب الظلمة سائر أملاكنا لو فررنا وتركناها، أو إفسادها.

  قلت - وبالله التوفيق -: إن ذلك لا يصح التعلق به؛ لأن الله لم يجعله عذرا في محكم كتابه، حيث قال تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}⁣[التوبة: ٢٤].

  ووجه الاستدلال بهذه الآية الكريمة، على بطلان ما تمسكوا به: أن مفارقة الآباء والأبناء، والإخوان، والأزواج، والعشيرة، وكذلك الأموال، ولو انتهت أو فسدت؛ لأن الله تعالى لم يستثن شيئا - ولم يجعله⁣(⁣١) الله عذرا ولا رخصة في


(١) هكذا في النسخة المطبوعة، والأولى حذف الواو من: «ولم يجعله»؛ ليستقيم الكلام.