قوله تعالى: {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون 126}
  غيرهم عليكم، ثم كذلك فرض عليكم أن تقاتلوا الأدنى فالأدنى من العاصين، حتى لا تبقوا على الارض لي مخالفين؛ كذلك حروف الصفات يعقب بعضها بعضا، فقامت «يلي» مقام «بين»، فكان المعنى: بينكم، فقال: «يلونكم»، وكل ذلك في العربية سواء؛ من ذلك قول رب العالمين، فيما حكى من قول فرعون اللعين، حين يقول: {ولأصلبنكم في جذوع النخل}، فقال: {في جذوع النخل}، وإنما معناها: على جذوع النخل؛ فقامت «في» مقام «على»، وقال الله سبحانه: {وما ذبح على النصب}، وإنما أراد: للنصب، ومن أجلها، فقال: «على»، فقامت مقام اللام؛ وكذلك حروف الصفات كلها، يعقب بعضها بعضا، وفي ذلك ما يقول الشاعر:
  شربن بماء البحر ثم ترفعت ... لدى لجج خضر لهن نئيج
  فقال: «ترفعت لدى لجج»، وانما أراد: ترفعت على لجج خضر، وإنما يصف السحاب، ويذكر أنها ترتفع فوق لجج البحر.
  · قوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ١٢٦}[التوبة: ١٢٦]
  قال في كتاب شرح الرسالة الناصحة للإمام عبد الله بن حمزة #، بعد ذكره للآية ما لفظه:
  فسره الهادي #، فقال: «يمتحنون بمرض الأجساد، وفراق الأحبة والأولاد، ومثل ذلك من جميع المحن، النازلة من الله - سبحانه - على جميع العباد، بنزول الامتحان عليه إما في نفسه أو في غيره ... (إلى آخر كلامه #)