قوله تعالى: {يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين 130}
  وإلا فالضيق والحرج معناهما واحد؛ والعقوبة يجوز إنزالها بالمستحقين، ويجوز تقديم شيء منها في الدنيا، كما فعل في المستقيمين، وكذلك الجواب في قوله تعالى: {من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم}[الأنعام: ٣٩]، معنى {يضلله}: يعذبه، {ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم}، وهي: طريق الجنة للمؤمنين، مستقيمة لا عوج فيها ولا تعب.
  · قوله تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ١٣٠}[الأنعام: ١٣٠]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله سبحانه: {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين}، فقلت: ما معناها؟
  قال محمد بن يحيى ¥: هذا قول من الله سبحانه لهم في الآخرة، عند مصيرهم إلى النار، يقول: {ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا}، وما صرتم إليه من العذاب؛ فيشهدون على أنفسهم بالكفر والتقصير، حين يقولون: {شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين} بما أنزل الله إليهم، مخالفين لما أمروا به من طاعة ربهم.
  وقلت: هل كان إلى الجن رسل؟
  أفلا تسمع كيف يقول الله سبحانه في كتابه: {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن