تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين 175 ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون 176}

صفحة 465 - الجزء 1

  يقلد الأباء السالفين، ولا من أنس به من العالمين، فلا بد من يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين، فيتبرأ فيه القرين من القرين، والآباء والأمهات من البنات والبنين، والمتبوعين من التابعين، ولا ينفع الإنسان إلا ما ادخر من الأعمال الصالحة التي هي زاد المتقين، وهذا ما اتفق من الجواب، وقد قال غيرنا: الذرية أخرجت على صورة الذر، وشهدت؛ وليس ذلك عندنا بشيء، والسلام.

  · قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ١٧٥ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ١٧٦}⁣[الأعراف: ١٧٥ - ١٧٦]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:

  إن رجلا كان يقال له: بلعام بن باعورا الحوباني، وكان عالما بالغا في العلم، قد قرأ الصحف الأولى، وكان معه أسماء الله تعالى، وكان يدعو بها بنية فتجاب دعوته، وكانت بنوا إسرائيل قد عظمته، وذلك في زمان موسى #، وجعلوه لهم ربانيا، وجبوا إليه؛ فكانوا إذا قحطوا، أو نالهم مكروه - أتوه، فدعا لهم بأسماء الله سبحانه، فتجاب دعوته، وذلك قبل موسى، فلما أدرك نبوة موسى، وسمع خبره - أدركه الحسد والنكد؛ فقال: «هذا يزيح مرتبتي ورئاستي». فأتاه العدو، فقالوا له: «ادع لنا على موسى بن عمران». فأجابهم إلى ذلك، فلما ركب أتانا له، يريد: أن يدعوا لهم عليه بمكان مجتمعهم - كلمته الأتان، فقالت: «أتدعو على نبي الله؟! إنك من الغاوين». فرجع، وقال: «لست أدعوا عليه؛ ولكني أحتال لكم عليه وعلى أصحابه بحيلة يكون الظفر لكم عليهم والغلب؛